أسباب تأخر الطفل في الكلام
إن الطفل عبر اللغة، يتحول من كائن مُتلقٍّ، يأكل ويشرب وينام، إلى كائن متفاعل. وهو عبر اللغة، يبدأ مشواره الإنساني الحقيقي. لذا، على الأهل مواكبة الطفل في هذه المغامرة الكبرى.
في العادة يبدأ الطفل في قول جملة كاملة عند بلوغه السنتين من العمر. ولكن، بعض الأطفال يستطيعون لفظ كلمات مفهومه وهم لا يزالون في عمر السنة، بينما يبلغ عمر بعضهم الآخر أكثر من سنة، من دون تمكّنهم من لفظ كلمة واحدة، أو إذا تلفظوا ببعض الكلمات لا أحد يفهم ماذا يقولون.
في هذه الحالة، إذا كانت الأم عاجزة عن فهم كلمة واحدة مما يقوله طفلها الصغير، فإنّ ذلك لا يعني أنه لا يقول شيئاً. فالكلام لا يحتاج إلى أن يكون واضحاً حتى يُعتبَر تطوراً منطقياً للغة، وخاصة إذا كان عمر الطفل سنة. وقد لا يكون واضحاً أيضاً حتى عند بلوغه السنتين.
فالأطفال يستخدمون نوعين من اللغة "المتداولة": واحدة تبدو مثل "الرطن"، وهي لغة غير مفهومة ولا معنى لها، وهي لا تشبه لغة الأم بالنسبة إلى الأهل، لكنها تبدو كذلك بالنسبة إلى الأطفال الذين يتفوهون بها.
فإذا أصغت الأم بانتباه إلى طفلها وهو "يرطن"، ستلاحظ بالتأكيد أنّ "لرطنه" الإيقاع نفسه للغة التي يحكيها الأهل. والتحدّث بطريقة "الرطن" يفي بحاجة الطفل إلى إجراء محادثة على طريقته، على الرغم من قدراته اللفضية المحدودة.
أما الطريقة الأخرى التي يستخدمها الأطفال في ممارسة الكلام، فهي تحتوي على أصوات مؤلفة من مقطع أو مقطعين. وعادة ما يكون لهذه الأصوات معنى عند الطفل. أما بالنسبة إلى الأهل فهم في حاجة إلى فترة طويلة قبل ان يتمكنوا من حل شيفرتها، لأن الأصوات ذات المقطع الواحد التي يتلفّظ بها الطفل، يمكن أن تحتمل أكثر من معنى، مثل لفظة "دا" التي قد تعني "داد" أي بابا، وقد تعني "هذا"، ولفظة "بيب" قد تعني "حليب". وقد تعني "ماء".. إلخ. وفي البداية، قد ترمز الأصوات ذات المقطع الواحد إلى أفكار كاملة بالنسبة إلى الطفل.
يتــبع..
www.facebook.com/CMFinformation-----------------------
خٍدًمٌـٍة مٌعٍلّوَمٌــات عٍآٍمٌــة وَخٍوَآٍطَــر